2025-10-12 05:35:51
شهدت بطولة كأس العالم قطر 2022 تقدماً تكنولوجياً غير مسبوق في تاريخ البطولات العالمية، حيث وفرت اللجنة المنظمة مجموعة متكاملة من الحلول التقنية المتطورة التي خدمت جميع الحاضرين من جماهير وإعلاميين على حد سواء.
من اللحظة الأولى لدخول الملعب، يصادف الزائر بوابات إلكترونية ذكية تقوم بعدد الحضور بدقة عالية. هذه الأنظمة لا تقتصر على عد الجماهير فقط، بل تمتد لتشمل تسجيل دخول وخروج الصحفيين والعاملين من خلال أجهزة متخصصة للتحقق من التصاريح. وهذا ما يفسر الدقة الكبيرة في إعلان أعداد الحضور، كما حدث في مباراة الأرجنتين والمكسيك التي سجلت رقماً قياسياً بلغ 88,966 مشجعاً.
أما بالنسبة للإعلاميين، فقد جهزت الملاعب بقاعات خاصة مجهزة بأحدث التقنيات، حيث توفر شبكات إنترنت عالية السرعة وخدمات الواي فاي التي يمكن الوصول إليها من خلال مسح الباركود. بالإضافة إلى ذلك، تتيح هذه القاعات الحصول على تشكيلات الفرق والبيانات الإحصائية للاعبين بشكل فوري.
واللافت أن هذه الميزات التكنولوجية لم تعد حصراً على الإعلاميين، بل أصبحت متاحة للجماهير أيضاً من خلال تطبيق “فيفا+” الذي أطلقه الاتحاد الدولي لكرة القدم. هذا التطبيق يقدم تجربة فريدة من نوعها تمكن المشجعين من متابعة الإحصاءات الحية والخرائط الحرارية للاعبين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقد علق الفيفا على هذه التقنية بأنها “ستحدث ثورة في تفاعل الجماهير مع كرة القدم”، حيث تتيح تجربة غير مسبوقة من خلال تقنية الواقع المعزز وعرض أحدث الإحصاءات وبيانات المباراة.
أما بالنسبة لشبكات الاتصال، فقد أبهرت سرعة الإنترنت في الملاعب الكثير من الحاضرين، حيث وفرت تقنيات الجيل الخامس 5G تجربة اتصال فائقة السرعة في جميع الملاعب. كما تم تزويد مناطق المحللين الفنيين بشاشتين متطورتين، إحداهما للبث العادي والأخرى تقدم 8 زوايا تصوير مختلفة.
ومن الجوانب المهمة في النظام التكنولوجي المستخدم، نظام التتبع الإلكتروني الذي يرصد خروج جميع الحاضرين من الملعب خلال ساعتين من نهاية المباراة، مما يضمن إخلاء الملاعب بشكل آمن ومنظم قبل إغلاقها.
هذه التقنيات المتطورة لم تكن مجرد أدوات مساعدة، بل شكلت نقلة نوعية في تجربة متابعة كرة القدم، حيث جمعت بين الدقة التقنية والتجربة التفاعلية، مما جعل من مونديال قطر 2022 نموذجاً يحتذى به في البطولات الرياضية المستقبلية.
