2025-10-16 04:07:50
أعلنت فاطمة سامورا، الأمينة العامة للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، عن تحول جذري في طريقة تنظيم بطولة كأس العالم. حيث أكدت أن الفيفا سيتولى السيطرة التامة على تنظيم نهائيات كأس العالم اعتباراً من نسخة 2026، متخلياً عن نظام اللجان المحلية المنظمة الذي كان متبعاً لسنوات طويلة.
جاء هذا الإعلان خلال حديث خاص لسامورا مع صحيفة “فيدوموستي” الروسية، حيث أوضحت أن هذا القرار يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في تنظيم البطولة الأكثر شعبية في العالم. وأضافت: “سننظم بأنفسنا كأس العالم 2026، لا نريد الاستمرار في إنشاء هياكل تنظيمية جديدة من الصفر كل أربع سنوات”.
هذا التغيير الاستراتيجي الكبير يأتي في إطار خطة تطوير شاملة أطلقها الفيفا تحت اسم “الفيفا 2.0.. رؤية للمستقبل”، والتي تم الكشف عنها في وثيقة نشرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وتهدف هذه الخطة إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: زيادة الإيرادات، خفض التكاليف، وتحسين الكفاءة التشغيلية.
من وجهة نظر الفيفا، فإن نظام اللجان المحلية المنظمة كان يخلق العديد من التحديات والإشكاليات، حيث أوضحت الوثيقة الرسمية أن هذا النظام “يؤدي إلى التكرار وعدم الكفاءة، مما يسبب مشاكل في الميزانية”. وقد شهدت النسختان الأخيرتان في جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014 تدخلات متكررة من الفيفا due إلى التأخير في الأعمال التحضيرية الضرورية.
سامورا، الدبلوماسية السنغالية التي أصبحت أول امرأة تتولى منصب الأمين العام للفيفا، أكدت أن النظام الجديد سيمكن الاتحاد الدولي من “السيطرة بشكل أفضل على تنظيم وفعالية نهائيات كأس العالم في المستقبل”. وأضافت: “نريد أن يكون لدينا فريق احترافي دائم يملك جميع المهارات، ويضم كفاءات تتقن العمل المحلي”.
من المهم الإشارة إلى أن هذا الإصلاح التنظيمي لن يشمل النسختين المقبلتين من البطولة، المقررتين في روسيا 2018 وقطر 2022، حيث سيتم الاستمرار في النظام الحالي لهاتين النسختين. وهذا يعني أن التطبيق الكامل للنظام الجديد سيبدأ فعلياً مع كأس العالم 2026، والتي سيشهد زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 فريقاً لأول مرة في تاريخ البطولة.
يُعتبر هذا القرار نقلة paradigm في تاريخ تنظيم كأس العالم، حيث يمثل تحولاً من النظام اللاممركز إلى المركزية في الإدارة والتنظيم. ويتوقع خبراء كرة القدم أن هذا التغيير سيمكن الفيفا من تحقيق استفادة أكبر من الخبرات المتراكمة عبر الدورات المتعاقبة، مع ضمان مستوى متسق من الجودة والكفاءة في التنظيم.
كما يُنتظر أن يساهم هذا النظام الجديد في تخفيض التكاليف الإجمالية للتنظيم، وتحسين تجربة المشجعين، وضمان الاستفادة المثلى من البنية التحتية الموجودة في الدول المضيفة. وهذا يتوافق مع التوجهات الحديثة في إدارة الفعاليات الرياضية الكبرى، التي تركز على الاستدامة والكفاءة والجودة.