2025-10-16 05:26:54
يعتبر الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا المعيار الأساسي الذي يُقاس به نجاح أي مدرب يتولى قيادة ريال مدريد. هذا التوقع ليس مجرد ضغط عادي، بل هو جزء من هوية النادي الذي تربع على عرش البطولة الأوروبية 13 مرة في تاريخه، مما يجعله أنجح فريق في المسابقة.
لكن التحدي الحقيقي الذي يواجه مدربي النادي الملكي هو تحقيق الثنائية المحلية-الأوروبية، وهو إنجاز نادر في تاريخ النادي العريق الذي تأسس عام 1902. فطوال هذه المسيرة الطويلة، لم يُكتب للريال تحقيق هذا الإنجاز سوى ثلاث مرات فقط: في موسم 1956-1957، ثم في الموسم التالي 1957-1958، وبعد انتظار طويل، جاءت الثالثة تحت قيادة الزعيم زين الدين زيدان في موسم 2016-2017.
اليوم، يقف زيدان أمام تحديات تاريخية مع اقتراب الموسم من نهايته. التحدي الأول هو كتابة التاريخ من جديد بتحقيق الثنائية للمرة الثانية في مسيرته التدريبية، خاصة بعد تأهل الفريق لنصف نهائي دوري الأبطال وموقعه المتقدم في الليغا حيث يحتل المركز الثاني بفارق نقطة واحدة فقط خلف أتلتيكو مدريد.
أما التحدي الثاني، والأكثر طموحاً، فهو الفوز باللقب الرابع في دوري الأبطال مع الريال، مما سيجعله المدرب الأكثر تتويجاً بالبطولة القارية. حتى الآن، لم يستطع أي مدرب تحقيق هذا الإنجاز، حيث يتقاسم الرقم القياسي كل من الإنجليزي الراحل بوب بيزلي الذي قاد ليفربول لثلاثة ألقاب، والإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي توج ثلاث مرات مع ميلان وريال مدريد.
لتحقيق هذا الحلم، يجب على زيدان تخطي عقبة صعبة في نصف النهائي أمام تشلسي بقيادة توماس توخيل، الذي أظهر كفاءة تدريبية عالية عندما قاد باريس سان جيرمان للنهائي الموسم الماضي.
والتحدي الثالث لا يقل أهمية: الدفاع عن لقب الليغا والفوز به للمرة الثانية على التوالي. لقد عاد الريال بقوة للمنافسة على اللقب بعد انتصاره الكبير في الكلاسيكو أمام برشلونة، ويبدو أن الفريق مصمم على عدم التخلي عن عرش الكالسيون بسهولة.
من الجدير بالذكر أن الحفاظ على لقب الليغا يعد تحدياً صعباً لمدربي الريال. منذ عام 2008 عندما نجح الألماني بيرند شوستر في الحفاظ على اللقب الذي فاز به سلفه فابيو كابيلو، فشل جميع المدربين الذين جاءوا بعده في تحقيق هذه الغاية، بما في ذلك جوزيه مورينيو وأنشيلوتي وزيدان نفسه، الذين مروا بمواسم صعبة بعد تحقيق اللقب المحلي.
باختصار، يقف زيدان أمام فرصة تاريخية ليدون اسمه بأحرف من ذهب في سجلات ريال مدريد، ليس فقط كأحد أنجح مدريبه، ولكن كأول من يحقق هذه الإنجازات غير المسبوقة في عصر الحديث. النجاح في هذه التحديات الثلاثة سيرسخ مكانته كأسطورة حية في عالم التدريب.