2025-10-14 05:30:22
أعلن مارتن غلين، الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، اعتذاره الرسمي عن التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها مؤخراً، حيث قام بمقارنة نجمة داود اليهودية برموز سياسية مثيرة للخلاف مثل الصليب المعقوف النازي. جاءت هذه التصريحات خلال المناقشات الدائرة حول ارتداء بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، لشارة صفراء تضامناً مع سياسيين محتجزين في إقليم كتالونيا الإسباني.
وكان الاتحاد الإنجليزي قد اتهم غوارديولا بارتكاب مخالفة لارتدائه شارة سياسية، مما يشكل انتهاكاً للوائح الاتحاد واللوائح الإعلانية. وفي محاولة لتوضيح موقف الاتحاد، صرح غلين للصحفيين في زيوريخ: “كي أكون واضحاً تماماً، هذه الشارة الصفراء هي رمز سياسي، إنها رمز لاستقلال كتالونيا”.
وأضاف غلين في تصريحاته: “قمنا بتعديل قانون من أجل السماح بأشياء مثل شعار زهرة الخشخاش الذي يستخدم في يوم الذكرى، لكننا لا نريد أشياء تسفر عن انقسامات كبيرة، يمكن أن تتمثل في شعارات دينية قوية قد تكون نجمة داود أو المطرقة والمنجل أو الصليب المعقوف”.
هذه التصريحات أثارت عاصفة من الانتقادات الحادة من قبل مجلس القيادة اليهودية والمجتمع الدولي، حيث تعتبر نجمة داود رمزاً مقدساً في اليهودية وتتوسط العلم الإسرائيلي، كما تحملها قمصان لاعبي المنتخب الإسرائيلي.
وقد استجاب غلين للضغوط والانتقادات المكثفة بتقديم اعتذار علني صريح، قائلاً: “أود الاعتذار عن أي إساءة قد أكون تسببت فيها من خلال الأمثلة التي ذكرتها عند الإشارة إلى الرموز السياسية والدينية في كرة القدم، خاصة فيما يتعلق بنجمة داود التي تشكل رمزاً شديد الأهمية لليهود حول العالم”.
هذه الحادثة تبرز الحساسية الشديدة المحيطة بالرموز الدينية والسياسية في عالم الرياضة، وتؤكد على أهمية اختيار الكلمات بعناية فائقة، خاصة من قبل المسؤولين التنفيذيين في المؤسسات الرياضية الكبرى. كما تظهر كيف يمكن للتصريحات غير المدروسة أن تثير جدلاً واسعاً وتؤثر على العلاقات بين المؤسسات الرياضية والمجتمعات المختلفة.
ويبقى هذا الاعتذار خطوة مهمة نحو تصحيح الخطأ وتخفيف حدة التوتر، لكنه يذكرنا بأهمية التدريب والتوعية للقادة الرياضيين حول الحساسيات الثقافية والدينية في عالم كرة القدم العالمي الذي يجمع بين مختلف الثقافات والأديان.
