2025-10-04 05:32:00
في مفارقة تاريخية تكشف عن تقلبات عالم كرة القدم، يجد إيفرتون نفسه اليوم يشاهد أحد أعظم المهاجمين في العالم يرتدي قميص مانشستر سيتي، بعد أن أضاع فرصة ذهبية للحصول على خدمات النرويجي إيرلينغ هالاند عندما كان ناشئاً واعداً.
ففي عام 2016، كان هالاند البالغ من العمر 15 عاماً لا يزال يلعب في نادي براين النرويجي، حين لاحظه الكشاف الإسكندنافي لإيفرتون براين كينغ. وقد أوصى كينغ النادي بإجراء تجارب للاعب الشاب، معتبراً أنه صفقة استثنائية لا تتكرر.
وفي تصريحات خاصة لصحيفة التايمز، كشف كينغ أن النادي كان بإمكانه التعاقد مع هالاند مقابل 74 ألف يورو فقط، لكن الآراء داخل النادي انقسمت. حيث اعتبر البعض أن اللاعب “صغير جداً وطويل جداً”، متخوفين من أن يفقد فعاليته عندما يكبر. لكن الواقع أثبت عكس ذلك تماماً، حيث أصبح هالاند أكثر قوة وسرعة ومهارة مع تقدمه في العمر.
ولم تكن هذه الفرصة الوحيدة التي أضاعها إيفرتون. ففي تطور لاحق، تمكن المدير السابق لكرة القدم ستيف والش من التوصل إلى اتفاق جديد للتوقيع مع هالاند، لكن هذه المرة مقابل 4 ملايين يورو. ومع ذلك، فشلت الصفقة مرة أخرى بسبب رفض المالك فرهاد مشيري منح الضوء الأخضر لإتمام الصفقة.
اليوم، يقف هالاند كأحد أكثر اللاعبين تأثيراً في العالم. فخلال مسيرته مع بوروسيا دورتموند منذ 2020، سجل 86 هدفاً في 89 مباراة فقط. وفي مباراة الوداع الأخيرة مع النادي الألماني، قاد فريقه للفوز 2-1 على هيرتا برلين بهدف من ركلة جزاء، ليختم مسيرته هناك بتألق جديد.
من جهة أخرى، كشفت صحيفة ماركا الإسبانية أن تكلفة انتقال هالاند إلى مانشستر سيتي تتجاوز 350 مليون يورو، تشمل 75 مليون يورو كشرط جزائي، و10 ملايين إضافية لدورتموند، و40 مليون يورو راتباً سنوياً لمدة 5 سنوات، بالإضافة إلى 30 مليون يورو لوالد اللاعب و50 مليوناً لمكتب وكيله الراحل مينو رايولا.
هذه القصة تذكرنا بأن قرارات الأندية في التعامل مع المواهب الشابة يمكن أن تغير مصير الأندية لسنوات قادمة. فبينما يحتفل مانشستر سيتي بصفقة القرن، يبقى إيفرتون مع موسمه الصعب يتأمل في فرصة تاريخية ضائعة كان يمكن أن تغير مساره بالكامل.
