2025-09-29 05:45:10
بهذه الكلمات الموجهة من رجل الأعمال الأمريكي جون ديبليو هنري إلى المدرب الألماني يورغن كلوب، يتجسد قصة نهوض عملاق إنجليزي من الرماد. فبعد الفوز التاريخي على مانشستر يونايتد الأسبوع الماضي، أصبح ليفربول على بعد خطوات من تحقيق حلم الجماهير الذي انتظرته ثلاثين عاماً.
كان الوضع مختلفاً تماماً في عام 2010، عندما وجد النادي العريق نفسه على حافة الهاوية. ديون متراكمة لمصرف أوف سكوتلاند، وإدارة كارثية من جورج جيليت وتوم هيكس كادت أن تودي بمستقبل النادي. في هذه اللحظة الحرجة، جاء هنري لإنقاذ الموقف بمغامرة استثمارية جريئة.
الرحلة لم تكن سهلة. تعثرات عديدة واجهها هنري، بدءاً من الصفقات الفاشلة لأندي كارول وستيوارت داونينغ، مروراً بالتغييرات المتكررة في منصب المدرب. حتى جاء عام 2012 بحلول براندون رودجرز، الذي بدأ بوادر التحول بتعاقدات ذكية مثل لويس سواريز ودانييل ستوريدج، وكاد أن يحقق اللقب في 2014 لولا الخسارة المأساوية في اللحظات الأخيرة.
لكن نقطة التحول الحقيقية كانت مع قدوم يورغن كلوب في 2015. المدرب صاحب الابتسامة الدائمة والكاريزما الطاغية، الذي بنى إمبراطورية جديدة بقيم مختلفة. أربع سنوات من العمل الدؤوب توجها بكسر لعنة النهائيات الأوروبية بتحقيق دوري أبطال أوروبا 2019، ليعيد “الحمر” إلى المجد الأوروبي بعد غياب 14 عاماً.
البناء لم يتوقف عند هذا الحد. إدارة هنري الذكية استثمرت عوائد بيع اللاعبين بشكل استثنائي، بجلب ساديو ماني ومحمد صلاح وفيرجيل فان دايك وأليسون بيكر، بالإضافة إلى صعود نجوم محليين مثل أندي روبرتسون وترنت ألكسندر-أرنولد.
اليوم، ليفربول ليس مجرد فريق كرة قدم، بل هو قصة إلهام حقيقية. من حافة الإفلاس إلى عقد الرعاية القياسي مع نايك بقيمة 95 مليون يورو سنوياً، ومن معاناة الديون إلى السيادة على العالم. قصة تثبت أن الإدارة الرشيدة والرؤية الواضحة والصبر يمكن أن يحولوا المستحيل إلى واقع ملموس.