2025-09-18 06:41:17
آدم متين فتى سوري لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، فرضت عليه ظروف الحرب الأهلية في سوريا أن يغادر مدينته حماة عام 2013 ويتوجه إلى تركيا في رحلة لجوء صعبة. لم يكن يتخيل أن هذه الرحلة القاسية ستكون البوابة التي ستدخله إلى عالم كرة القدم المحترف، ليتحول من لاجئ إلى نجم صاعد يلقب بـ”ميسي تركيا”.
وُلد آدم في 15 يناير/كانون الثاني 2004 بمدينة حماة السورية، وهاجر إلى تركيا مع أسرته بسبب الظروف الأمنية الصعبة. في إسطنبول، وجد الفتى الشاب الملاذ الآمن وبدأ رحلته مع كرة القدم عندما التقى آلاي كسلر رئيس نادي صوما أسلان غوجو الرياضي، الذي اكتشف موهبته الاستثنائية.
بموهبته الفذة وعمله الدؤوب، استطاع آدم أن يلفت الأنظار في الملاعب التركية. في عام 2015، حصل على الجنسية التركية بعد موافقة مجلس الوزراء وتوقيع الرئيس رجب طيب أردوغان على القرار، لتبدأ مرحلة جديدة من حياته الرياضية.
ارتدى متين قميص نادي صوما أسلان غوجو وشارك في العديد من المسابقات الرياضية للهواة، حيث أظهر مهارات استثنائية أهلته للانضمام إلى المنتخب التركي للناشئين في الفئات العمرية 14 و15 و16 عاما. مستواه المتميز مع المنتخب الوطني فتح له أبواب الاحتراف، حيث وقّع عقدا مع نادي أنطاليا سبور العريق في الدوري التركي الممتاز لمدة عامين ونصف.
عن رحلته الصعبة يقول آدم: “سعيت كثيرا لتوقيع عقد احتراف مع أحد أندية الدرجة الأولى. احتضنتني تركيا واعتنت بي، أنا محظوظ للغاية”. ويضيف: “كان كل شيء صعبا في البداية، الحمد لله استطعت تجاوز الصعاب، لكن ما زال أمامي طريق طويل”.
يشارك آدم الآن في التدريبات مع الفريق الأول لأنطاليا سبور، ويقول عن هذه التجربة: “إنه شيء رائع وإحساس مختلف، لدينا لاعبون ممتازون مثل بودولسكي وغوموش، تحدثت إليهم جميعا مما منحني ثقة عالية”.
يحلم آدم متين، الذي أصبح مثالا للاجئ الناجح، بتمثيل المنتخب التركي الأول وقال: “هدفي الأسمى هو اللعب في المنتخب التركي الأول، لأن المشاركة في الفريق الأول شيء مختلف. سأبذل ما في وسعي لتحقيق ذلك”. كما أعرب عن أمله في لقاء نجوم المنتخب التركي مثل جنغيز أوندر وهاقان تشالهان أوغلو.
يذكر أن آدم متين يعتبر الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي مثله الأعلى، حيث قال: “عندما كنت صغيرا كنت أحلم باللعب في برشلونة. بالطبع لا يمكنني أن أصبح مثل ميسي، لكني أريد أن أخلق ظاهرة خاصة بي في عالم كرة القدم”.
آدم متين، الذي بدأ رحلته كلاجئ سوري، أصبح الآن نجما صاعدا في سماء كرة القدم التركية، يحمل قصة ملهمة عن الإصرار والتحدي وتحويل المعاناة إلى نجاح.
