2025-09-19 00:39:36
“يا إلهي، من أين أتى هذا الفتى؟” بهذه الكلمات المعبّرة وصف المدرب الإسباني لويس إنريكي اللاعب المغربي عز الدين أوناحي، خلال مواجهة المنتخبين في ثمن نهائي مونديال قطر 2022. لم تكن هذه الكلمات مجرد انبهار عابر، بل شهادة على نجاح مشروع رياضي طموح حوّل الحلم إلى واقع.
أكاديمية محمد السادس لكرة القدم التي تأسست عام 2009 في مدينة سلا، جاءت استجابة لرؤية ملكية تهدف إلى إعادة هيكلة الرياضة المغربية. بمساحة 18 هكتارًا واستثمار بلغ 140 مليون درهم، تم تجهيز الأكاديمية بأحدث المرافق وفق معايير فيفا العالمية، لتصبح منارة لتكوين النجوم.
النتائج تتحدث عن نفسها: ثلاثة من خريجي الأكاديمية كانوا ضمن التشكيلة الأساسية لأسود الأطلس في المونديال – عز الدين أوناحي، يوسف النصيري، ونايف أكرد. هؤلاء اللاعبون لم يبرزوا فقط على المستوى المحلي، بل احترفوا في أندية أوروبية مرموقة في فرنسا وإسبانيا وإنجلترا.
ناصر لاركيت، المدير السابق للأكاديمية، يكشف أن 47 من أصل 57 متدربًا تلقوا التكوين في الأكاديمية أصبحوا لاعبين محترفين، بينما احترف 12 منهم في أوروبا. هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج نظام تكويني متكامل يجمع بين التربية الرياضية والدراسية، تحت إشراف فريق متخصص في التدريب الطبي والبدني والتكتيكي.
التقدير العالمي جاء من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي أشاد في تقرير خاص بالأكاديمية ومستواها التقني المتميز. الخبير الرياضي بدر الدين الإدريسي يؤكد أن الأكاديمية وفرت للمنتخب الوطني لاعبين بمستوى عالٍ ساهموا في تحقيق الإنجاز التاريخي بتأهل المغرب لدور متقدم في المونديال.
اليلم، لم تعد أكاديمية محمد السادس وحيدة في المشهد، بل أصبحت نموذجًا تحذوه أكاديميات أخرى مثل نوادي الجيش الملكي والوداد والرجاء، بالإضافة إلى برنامج “دراسة ورياضة” الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية. هذا التكامل في نظام التكوين الرياضي يضع الكرة المغربية على طريق المنافسة العالمية، ويجعل اللاعب المغربي مطلوبًا في جميع أنحاء العالم.
مع كل هذه الإنجازات، تزداد المسؤولية على عاتق أكاديمية محمد السادس لكرة القدم للحفاظ على هذه الديناميكية ومواصلة تخريج أجيال جديدة من المواهب التي ترفع راية المغرب عاليًا في المحافل الدولية.
