2025-09-18 05:04:09
شهد برشلونة خلال العقدين الماضيين عصراً ذهبياً حقيقياً، حيث تمكن من حصد عشرات الألقاب المحلية والقارية، محققاً سيطرة ملحوظة على الساحة الإسبانية والأوروبية. ورغم عدم تمكن الفريق من التتويج بلقب دوري الأبطال منذ عام 2015، إلا أنه استمر في تعويض ذلك من خلال سيطرته على بطولتي الليغا وكأس الملك.
لكن الأمور تبدو اليوم في منعطف خطير. فبعد تحقيق ثمانية ألقاب في الدوري الإسباني خلال آخر 11 موسمًا، يجد الفريق الكتالوني نفسه على حافة فقدان اللقب لصالح غريمه التقليدي ريال مدريد. جاء هذا التدهور بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال، حيث تعادل الفريق مع سيلتا فيغو 2-2، ثم عجز عن التسجيل أمام إشبيلية في تعادل سلبي.
هذه النتائج دفعت برشلونة إلى المركز الثاني في الدوري الإسباني بفارق نقطتين عن ريال مدريد، مع بقاء ست جولات فقط على نهاية الموسم. الوضع أصبح أكثر تعقيداً مع استعداد الفريق لمواجهة صعبة ضد أتلتيكو مدريد في الكامب نو، بينما يواجه ريال مدريد فريقاً أسهل نسبياً.
وتكشف التقارير الإعلامية الإسبانية عن توترات داخلية حادة في النادي الكتالوني. العلاقة بين المدرب كيكي سيتين واللاعبين تشهد توتراً ملحوظاً، حيث يبدو أن المدرب فقد السيطرة على غرفة الملابس. تسريبات صحفية تشير إلى أن سيتين يتجنب مواجهة نجوم الفريق ويقتصر على إجراء تغييرات ثانوية خلال المباريات.
وظهرت مؤشرات واضحة على هذه الأزمة عندما تم تصوير النجم ليونيل ميسي وهو يتجاهل حديث مساعد المدرب إدير سارابيا خلال إحدى المباريات. كما أطلق المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز تصريحات انتقادية غير مباشرة تجاه المدرب، بينما عبر ميسي سابقاً عن سوء فهم المدرب له.
الأزمة لم تقتصر على الجانب العلاقاتي فقط، بل امتدت إلى الجانب الرياضي أيضاً. إصابة اللاعب الهولندي فرانكي دي يونغ شكلت ضربة قوية للفريق، خاصة أنه كان عنصراً أساسياً في تشكيلة سيتين. كما أن انتقال اللاعب البرازيلي آرثور ميلو إلى يوفنتوس أثر سلباً على تركيز اللاعب.
وما يزيد الطين بلة، أداء النجم الفرنسي أنطوان غريزمان المخيب للآمال، حيث لم يتمكن من التسجيل في خمس مباريات متتالية، مما دفع المدرب إلى منح الفرصة للشاب أنسو فاتي البالغ من العمر 17 عاماً.
أمام هذا المشهد المعقد، يبدو مستقبل سيتين في برشلونة على المحك. تقارير إسبانية تشير إلى أن إدارة النادي تنوي إقالة المدرب في نهاية الموسم إذا لم يتمكن من تحقيق لقب الدوري أو دوري الأبطال. الرئيس جوسيب بارتوميو، الذي يواجه انتقادات حادة من كل الجهات، لن يقبل بموسم بدون ألقاب.
الأزمة تتسع يوماً بعد يوم في برشلونة، من أرضية الملعب إلى مقاعد البدلاء وصولاً إلى غرفة الإدارة، دون أي مؤشرات إيجابية على تحسن الوضع في المستقبل القريب.
