2025-10-16 05:29:28
عندما اندلعت فضيحة غش لويس سواريز في اختبار اللغة الإيطالية، لم يكن الأمر مفاجئًا للكثيرين. فالتاريخ الرياضي حافل بحالات غش وتلاعب، تتراوح بين المضحكة والمثيرة للاشمئزاز. من اختراق سواريز للقواعد إلى فضائح المنشطات والتلاعب بالنتائج، يبدو أن البعض مستعد لدفع أي ثمن من أجل الفوز.
ليست هذه الحالات جديدة. ففي عام 1919، تورط فريق شيكاغو وايت سوكس في فضيحة “بلاك سوكس” التي هزت عالم البيسبول، عندما قبل لاعبون رشاوى لخسارة مباريات متعمدة. وفي أولمبياد 1904، اكتُشف أن فريد لورز، الفائز بماراثون سانت لويس، قطع جزءًا كبيرًا من السباق بسيارة. حتى في الألعاب الفردية، مثل التزلج على الجليد، لم تخلُ الساحة من محاولات للتأثير على المنافسين بطرق غير قانونية، كما في حالة نانسي كيريجان وتونيا هاردينج.
الأمر لا يقتصر على الأحداث التاريخية. ففي العصر الحديث، أصبحت تقنيات الغش أكثر تطورًا، كما في حالة بوريس أونيشنكو، الذي زوَّد سيفه بجهاز يتيح له تزوير النقاط في منافسات الخماسي الحديث. ولا ننسى فضائح المنشطات، مثل حالة العداء بن جونسون، الذي جُرِّد من ذهبية أولمبياد 1988 بعد اكتشاف تعاطيه المنشطات.
لكن لماذا يغش الرياضيون؟ الدراسات تشير إلى أن الدافع الأساسي هو الرغبة في الفوز بأي ثمن، خاصة في بيئة تنافسية حيث يُنظر إلى الانتصار على أنه “كل شيء”. بعض الرياضيين يضعون أهدافهم الشخصية فوق القيم الأخلاقية، مدفوعين بالأنا والرغبة في إثبات تفوقهم. بل إن بعض الأبحاث تشير إلى أن الغشاشين قد يشعرون بنشوة إيجابية بعد ارتكاب أفعال غير أخلاقية، مما يعزز استعدادهم لتكرار السلوك.
القضية ليست مجرد انتهاك للقواعد، بل هي اختبار لأخلاقيات الرياضة نفسها. فهل يمكن أن تظل الرياضة منافسة شريفة عندما يغلب الغش على النزاهة؟ الأهم من ذلك، هل يستحق الفوز أن نفقد روح الرياضة ومبادئها؟ الإجابة، بالنسبة للكثيرين، واضحة: لا يوجد فوز حقيقي بدون نزاهة.