2025-09-17 08:02:03
لم تكن روسيا الوجهة المفضلة للمشجعين الإنجليز قبل انطلاق كأس العالم 2018، حيث سيطرت المخاوف من التوترات السياسية بين لندن وموسكو، بالإضافة إلى التحذيرات من احتمالية حدوث أعمال عنف من قبل الجماهير الروسية. كما أن التوقعات المتدنية حول أداء المنتخب الإنجليزي في البطولة جعلت الحضور الإنجليزي ضعيفًا في البداية.
تحول جذري في المشهد
لكن مع تقدم البطولة، تغيرت الصورة تمامًا. فقد أبهرت روسيا العالم بحسن استضافتها، حيث لم تشهد البطولة أي أعمال عنف تذكر، بل على العكس، استقبل الروس الزوار بحفاوة كبيرة. كما تفوق المنتخب الإنجليزي على التوقعات، حيث قدم أداءً قويًا وتأهل إلى دور الثمانية لأول مرة منذ عام 2006، مما أثار حماس المشجعين.
في المباراة الأولى ضد تونس في فولغوغراد، لم يتجاوز عدد المشجعين الإنجليز 2500 شخص، لكن الأعداد بدأت في الزيادة تدريجيًا، خاصة بعد الفوز المثير بركلات الترجيح أمام كولومبيا في موسكو. وقال الحارس جوردان بيكفورد إن الجمهور الكولومبي كان أكثر ضجيجًا وتأثيرًا، مما دفع بعض المشجعين الإنجليز إلى اتخاذ قرار السفر فورًا لدعم فريقهم في المباراة المقبلة ضد السويد.
قرارات مفاجئة ومشاعر متحمسة
كان ماثيو جوردان أحد هؤلاء المشجعين الذين غيروا رأيهم فجأة، حيث قرر السفر من لندن إلى سمارا، وأنفق 275 جنيهًا إسترلينيًا (363 دولارًا) لقضاء ثلاث ليالٍ هناك وحضور المباراة. وقال: “فرصة تشجيع منتخبك في كأس العالم لا تأتي كل يوم. هناك حماس كبير حول الفريق، وأنا متأكد من أن الجمهور سيكون صاخبًا في سمارا”.
أما المشجعة كيزا ميتشل، فقد طلبت إجازة من عملها في إنجلترا للسفر إلى روسيا بعد أن تأثرت بأداء الفريق واطمأنت إلى الأوضاع الأمنية بعد سماعها شهادات إيجابية من مشجعين آخرين. وأضافت: “كنت في فرنسا خلال يورو 2016 وشاهدت أعمال العنف بين الجماهير الروسية والإنجليزية، لذلك كنا مترددين في البداية، لكن الوضع هنا مختلف تمامًا”.
توقعات بحضور جماهيري أكبر
من المتوقع أن تشهد مباراة إنجلترا ضد السويد في سمارا، التي تبعد أكثر من 850 كيلومترًا عن موسكو، حضورًا جماهيريًا إنجليزيًا أكبر. وأكد متحدث باسم السفارة البريطانية في موسكو أن السلطات الروسية مستعدة لاستقبال الأعداد المتزايدة من المشجعين، مما يعكس التحول الإيجابي في نظرة الإنجليز تجاه روسيا بعد تجربة ناجحة وآمنة في المونديال.
بهذا، تحولت روسيا من وجهة مرفوضة إلى مكان يستحق الزيارة، بفضل التنظيم الجيد والأجواء الآمنة، بالإضافة إلى الأداء المميز للمنتخب الإنجليزي الذي أعاد الأمل إلى قلوب مشجعيه.
