2025-07-04 15:18:31
في ظل التطورات المستمرة حول أزمة سد النهضة الإثيوبي، لا تزال التوترات بين مصر وإثيوبيا تشهد تصاعدًا ملحوظًا، حيث تتعثر المفاوضات بين الجانبين وسط مخاوف مصرية من تأثير السد على حصتها من مياه النيل.
موقف مصر: مخاوف من أزمة مائية
تعبر مصر عن قلقها البالغ من تأثير سد النهضة على تدفق مياه النيل، الذي يعتمد عليه الشعب المصري في الزراعة ومياه الشرب. وقد حذرت القاهرة مرارًا من أن أي تقليل في حصتها المائية سيكون له عواقب كارثية على الاقتصاد والأمن الغذائي. وتطالب مصر بإبرام اتفاقية قانونية ملزمة تضمن عدم الإضرار بحقوقها المائية، مع التأكيد على ضرورة وجود آلية واضحة لملء وتشغيل السد.
موقف إثيوبيا: إصرار على المضي قدمًا
من جهتها، تؤكد إثيوبيا أن سد النهضة مشروع تنموي حيوي يهدف إلى توليد الكهرباء وتنمية الاقتصاد، وتصر على حقها في استخدام موارد النيل الأزرق. وقد بدأت أديس أبابا بالفعل في عملية الملء الثالث للخزان، مما أثار غضبًا مصريًا وسودانيًا. وتدعي إثيوبيا أن السد لن يسبب ضررًا كبيرًا لمصر والسودان، لكنها ترفض التوقيع على أي اتفاق يحد من سيطرتها على إدارة السد.
وساطات دولية ومستقبل المفاوضات
شهدت الأزمة تدخلات دولية، حيث حاولت الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لعب دور الوسيط، لكن المفاوضات لم تسفر عن نتائج ملموسة حتى الآن. وتتهم مصر إثيوبيا بعدم المرونة، بينما تتهم أديس أبابا القاهرة بالمبالغة في مخاوفها.
في الختام، تبقى أزمة سد النهضة واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في المنطقة، حيث يصعب التوفيق بين المطالب المصرية المشروعة وحق إثيوبيا في التنمية. ويبقى السؤال: هل ستنجح الجهود الدبلوماسية في تجنب تصعيد خطير، أم أن المنطقة مقبلة على مواجهة جديدة بسبب المياه؟
