2025-10-15 04:14:08
مع توسيع بطولة كأس الأمم الأفريقية لتشمل 24 فريقًا وإطالة مدة المنافسة إلى ما يقرب من شهر كامل، أصبح عمق التشكيلة وجودة اللاعبين عنصرين حاسمين للتغلب على التحديات، خاصة في أجواء الحرارة الشديدة بالقاهرة. وقد برهنت الجزائر، بطلة عام 1990، على ذلك بشكل واضح خلال تقدمها إلى دور الثمانية بعد فوزها المقنع على غينيا بثلاثية نظيفة يوم الأحد الماضي، لتمديد سلسلة انتصاراتها في النهائيات إلى أربع مباريات متتالية دون استقبال أي هدف.
يبرز هنا دور البديل آدم وناس، لاعب نابولي الإيطالي، الذي لم يشارك إلا في مباراة واحدة ضد تنزانيا وغاب عن المباراتين الأوليين، ومع ذلك يتصدر حالياً قائمة هدافي البطولة بثلاثة أهداف. هذا الإنجاز يعكس استراتيجية المدرب جمال بلماضي، الذي اعتمد على تشكيلة بديلة بشكل كبير بعد ضمان التأهل إلى الأدوار التالية، حيث حقق الفوز الأكبر في دور المجموعات بثلاثية نظيفة على تنزانيا.
يتميز بلماضي بأنه واحد من المدربين القلليين في البطولة الذين استخدموا جميع اللاعبين الـ23 في التشكيلة عبر المباريات الأربع، باستثناء حارسي المرمى الاحتياطيين. وهذا يؤكد ثقته الكبيرة في قدرات كل لاعب، سواء كان أساسيًا أو بديلاً.
في مباراة دور الـ16 ضد غينيا، سجل يوسف بلايلي ورياض محرز هدفين مبهرين، ليمهدا الطريق للفوز، قبل أن يشارك وناس في الدقائق الأخيرة ويؤكد الانتصار بهدف ثالث من هجمة مرتدة. بعد المباراة، أوضح بلماضي للصحفيين أن اختياره للبدلاء يعتمد على مهاراتهم وقدرتهم على صناعة الفارق، قائلاً: “أمتلك مجموعة من اللاعبين المتميزين، وقد أظهروا قدراتهم في مباراة تنزانيا. مستواهم ليس مفاجأة بالنسبة لي، ولهذا هم جزء من المنتخب”.
ورغم الانتصار الكبير، بدا بلماضي جادًا وغير راضٍ بالكامل عن أداء فريقه، معتبرًا أن الإشادة الكاملة ربما لا تُظهر الاحترام الكافي للمنافس. وأضاف: “كمدرب، من الصعب أن أكون راضيًا بنسبة 100%. دائمًا ما أعيد مشاهدة المباراة وأبحث عن الأخطاء لأعمل على تصحيحها”.
يستعد بلماضي، الذي قاد منتخب قطر للفوز بكأس الخليج عام 2014 وفريق الدحيل للسيطرة على البطولات المحلية، لمواصلة رحلته مع الجزائر من أجل تحقيق إنجاز طال انتظاره. وهو يؤمن بقدرة فريقه على تحقيق ما يعتبره الكثيرون مستحيلاً، قائلاً: “نحن هنا لتحقيق ما لا يؤمن به الآخرون. لن يكلفنا شيء أن نؤمن بأنفسنا”.
بهذه العقلية والاستفادة من عمق التشكيلة، تبدو الجزائر مرشحة بقوة لمواصلة العروض القوية وتحدي كل الصعوبات في طريقها نحو اللقب.
