2025-09-18 06:11:26
شهدت البطولة الأفريقية موجة انتقادات حادة تجاه مستوى التحكيم، حيث تصاعدت الاحتجاجات بعد اختيار حكام مثار للجدل لإدارة مباريات البطولة القارية. وجاءت هذه الأزمة في أعقاب فضيحة ملعب رادس التي هزت عالم كرة القدم الأفريقية، مما دفع العديد من الأندية والجماهير للتعبير عن استيائهم من قرارات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
وكانت البداية مع تقديم نادي نجوم المستقبل المصري شكوى رسمية للاتحاد الأفريقي، معترضاً على اختيار الحكم الدولي المصري إبراهيم نور الدين ضمن طاقم حكام البطولة. وقد دعم النادي شكواه بمقاطع فيديو توثق الأخطاء التحكيمية الفادحة التي ارتكبها الحكم خلال الموسم الحالي، والتي أدت إلى إيقافه مرتين سابقاً.
لم تتوقف الأزمة عند هذا الحد، فقد تعرض الحكم الغامبي بكاري غاساما لهجوم كبير على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفه المشجعون بأنه لا يستحق الثقة بعد أدائه المثير للجدل في مباراة الذهاب بين الترجي التونسي والوداد المغربي. والمفارقة أن الجميع كان يتوقع إيقافه على غرار ما حدث مع الحكم المصري جهاد جريشة الذي تم إيقافه ستة أشهر.
الأمر الأكثر إثارة للاستغراب هو اختيار الحكم الإثيوبي باملاك تيسيما، الذي كان شريكاً لجريشة في الأخطاء التحكيمية خلال نهائي دوري أبطال أفريقيا، ضمن حكام البطولة الأفريقية. هذا القرار أثار تساؤلات كبيرة حول معايير اختيار الحكام في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
وتأتي هذه الأزمة في وقت يعاني فيه التحكيم الأفريقي من تراجع كبير في المصداقية، خاصة بعد حادثة ملعب رادس التي اضطر فيها الاتحاد الأفريقي إلى إعادة مباراة بسبب الأخطاء التحكيمية الفادحة. وقد وصل الأمر إلى حد التفكير في استقدام حكام من أوروبا لإدارة بعض المواجهات الكبرى، مما يمثل ضربة قوية لمصداقية التحكيم الأفريقي.
هذه الأزمة المتجددة تطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل التحكيم في القارة السمراء، وتثير مخاوف حقيقية حول قدرة الاتحاد الأفريقي على إدارة الأزمات وتحسين جودة التحكيم. فمع استمرار هذه المشاكل، قد تفقد البطولة الأفريقية مصداقيتها وجدارتها كأحد أهم المسابقات القارية في عالم كرة القدم.
يبدو أن الطريق لا يزال طويلاً أمام الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لاستعادة الثقة في نظام التحكيم الأفريقي، خاصة مع تزايد الضغوط من الأندية والجماهير للإصلاح الشامل وتحسين جودة الحكام.
